adsence

السبت، 9 مايو 2015

وشهدوا للقرآن وهم كافرون

وشهدوا للقرآن وهم كافرون 

ان ظهور قانون الصدفة..ونظرية داروين..وان المادة خلقت قبل الروح..وكل ما نسمعه اليوم من تشكيك في الايمان في وجود الله سبحانه وتعالى..قد سجله القرآن..وانبانا به..وقال ان المضلين سيأتون ليقولوا لكم أكاذيب عن خلق السموات والارض..وعن قضية خلق الانسان..وإذا لم يكن الحديث عن الاجنة في القرآن..عن يقين كامل..فكان القرآن قد أعطى معه وسيلة هدمه..ذلك ان هذا الكتاب سيستمر الى يوم القيامة..فإذا جاء العلم عبر ألوف السنين وأثبت عدم صحة ما ذكره القرآن ضاعت قضية الايمان كله..ولكن القائل هو الله والفاعل هو الله..ان اعجاز القرآن لم يتوقف..ولن يتوقف..وإذا كان القرآن قد تحدى الكفار في عصر نزوله بأن انبأهم بما يدور داخل صدورهم..وأنبأهم بمصائرهم..فإنه يتحدى الكفار حتى في هذا الزمان..في هذا الوقت الذي نعيش فيه بل ويستخدمهم..في ماذا..في إثبات قضية الايمان..تماما كما استخدمهم وقت نزوله في اثبات قضية الايمان..ان هدف الكفار والمضلين عن سبيل الله هو انكار هذا الدين..وانكار وجود الله..ولكن القرآن جاء..وبعد أربعة عشر قرنا..ليستخدم الكفار في إثبات أن دين الله حق..وان هذا الكتاب هو كلام الله المنزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم..وهذا هو موضوعنا: عندما يقول الله سبحانه وتعالى(ولكن أكثر الناس لا يعلمون)..ويقول(يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون)..يكون قد أعطاني أن الانسان يعلم ظاهرا عن الحياة في هذه الدنيا..ولكنه غافل عن أمر الاخرة..أي أن مدى علم الانسان..هو الحياة الدنيا..وان العلم نوعان..نوع مطروح لك لايجاد نشاطك فيه كما تريد..وبلا قيود ولا حدود..ونوع ليس لك الحرية في البحث فيه لانك لا تعلمه..وهذا النوع أفعل كذا..ولا تفعل كذا..تقرب إلى بكذا..وأترك كذا..هذه ليست اجتهاداتك أنت..لان المعبود هو الذي يقترح على العابد ما يعظمه به..والنقاش في شئ يجب أن يتم بين عقول متساوية أو متقاربة في القدرة..ومن منا يملك عقلا يقترب من قدرة الله تعالى..لا أحد..إذا فنحن نأخذ افعل ولا تفعل عن الله..وما شرحته لنا السنة..اما نشاطات الحياة الاخرى..وآيات الله في الكون..فالمطلوب أن أبحث فيها وأتأمل..وأصل الى حقائق انتفع بها..فإذا أردنا أن نحدد هذه الموضوعات..نجدها في القرآن..في قوله تعالى(ألم تر ان الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود..ومن الناس والدواب والانعام مختلف ألوانه كذلك) وهكذا نرى أن الله سبحانه وتعالى تكلم عن الجماد..وتكلم عن النبات..وتكلم عن الحيوان والانسان..ثم يقول الله سبحانه وتعالى(انما يخشى الله من عباده العلماء)..العلماء في ماذا.. فيما يتعلق بخلق الله من الجماد والحيوان والنبات والانسان..ولذلك جاء الله سبحانه وتعالى بالمتناقضات الموجودة في النوع الواحد..لو أنه جنس واحد لما وجد فيه متناقضات..انما قوله تعالى(ثمرات مختلفا ألوانها) كان يجب أن نلتفت إليها..ولماذا اختلفت ألوانها..وما هي العلاقة بين الالوان والطبيعة..مثلا حينما يتغذى النبات وجد من الدراسة أنه يتغذى بواسطة خاصية الانابيب الشعرية..وهنا نقف قليلا..هل هذه الانابيب الشعرية تميز..هل تستطيع التمييز..إذا جئنا بحوض..ووضعنا فيه سائلا مذابا فيه أصناف مختلفة..ثم جئنا بالانابيب العشرية..نجد أن الماء قد صعد في مستوى أعلى من مستوى الاناء..ولكن هل كل انبوبة ميزت عنصرا أخذته..أم أن كل انبوبة أخذت من جميع العناصر..وهي مذابة..لكن النبات ليس هكذا..اني أزرع الحنظل..بجانب القصب..فيخرج هذا حلوا..وهذا مرا..هذا يأخذ عناصره وهذا يأخذ عناصره من نفس التربة..إذا هناك اختيار..ومن هنا ظهر ما سمى بخاصية الانتخاب..والانتخاب معناه الاختيار بين بديلات..أي أنك تترك هذا وتأخذ هذا..ولذلك قال الله سبحانه وتعالى(يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الاكل)..لكن خاصية الانابيب الشعرية..تتعامل مع السائل كله..بلا تمييز..ومن هنا نعرف أن الخاصية شئ..واختيار النبات للعناصر الغذائية التي يريدها أو يحتاجها شئ آخر..نأتي بعد ذلك للجماد..يقول الله سبحانه وتعالى(ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود)..هذا علم الجماد..وهو علم الان فيه مجلدات..ثم بعد ذلك الانسان..اجناس الوجود كلها..ثم بعد ذلك قال الله(انما يخشى الله من عباده العلماء)..العلماء في ماذا..بهذه كلها..إذا كلمة العلماء اطلقت على من يتفكر في خلق الله..سواء كان جمادا أو حيوانا أو نباتا..والذهن النشط يستطيع أن يصل الى هذه العلوم الارضية..بالملاحظة والتجربة..والدليل على ذلك انك إذا استعرضت تاريخ أي مخترع من المخترعات في الكون التي أراحت الناس..تجد أنها نتيجة لانسان قد لاحظ بدقة..ولم تمر عليه المسألة كباقي الناس والعلم مكانه المعمل والملاحظة والتجربة. نحن نتجاوز علم الارض ولكننا أحيانا نتجاوز موضوع العلم..موضع التجربة والمعمل..وذلك عندما أقول مثلا الروح قبل المادة..أو المادة قبل الروح..فهذا بحث في عنصري تكوين الانسان الذي لم نشهد خلقه..ولا نستطيع أن نجرى عليه تجربة..أن هذا يدخل في علم الله..فهو الذي خلق..وهو الذي يستطيع أن يقول لنا كيف تم الخلق..ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى(ما أشهدتهم خلق السموات والارض ولا خلق أنفسهم)..إذا فهذه مسألة لا يمكن أن يصل فيها العلم البشري الى نتيجة..لماذا؟ لاننا لم نحضر التجربة..ولم نرها بالعين..ولا نستطيع أن تجربها أو نقوم بها..ولكن بالاذن سمعنا عن الله..وهذا أمر غيب عنا..وما دام الامر غيب عنا..فان الله الذي خلقني هو الذي يحدثني..كيف خلقت..أما انا فانني لا أعرف كيف خلقت..ومن هنا فانني لا يمكن أن اتحدث علميا عن العنصرين اللذين يتكون منهما الانسان..وأيهما جاء أولا..وإذا صمم أحد على أن يبحث في هذا..يكون قد شغل نفسه بعلم لا ينفعه عن جهل يضره..لانه لن يستطيع أن يدلل على ما يقول علميا..وبالتجربة أنا استطيع أن أمسك المادة وادخلها المعمل..ولكني لا أستطيع أن أمسك بالروح وادخلها الى المعمل..والعلم يجب أن يتم على مادة صماء..يمكن أن تدخل في المعمل الاصم..وتعطى حقائق صماء..اليست هذه هي الحقيقة..والدليل على ذلك أن المعسكرات المتصارعة لا تختلف في مذاهب العلم..ولكنها تختلف في مذاهب الهوى والنظريات..لا توجد هناك كهرباء أمريكية..وكهرباء روسية..ولا توجد كيمياء المانية..ولا كيمياء انجليزية..كل علم الكيمياء في أي دولة من دول العالم خاضع لما تعطيه التجربة الصماء التي لا هوى لها..وبهذا تكون النتيجة واحدة..سواء كان المعمل انجليزيا أو أمريكيا أو سوفيتيا، أو أي معمل من معامل الدنيا..ولكن الخلاف يحدث عندما تتدخل مذاهب الهوى والنظريات..فإذا جئنا الى مذاهب الهوى..هوى النفس..نجد أنها متناقضة..ليست مختلفة..ولكنها متناقضة..هذا على النقيض من ذلك..رأسمالية وشيوعية..ايمان..والحا..وانكار للديانات لماذا؟ لان هوى النفس دخل هنا فأفسد القضية العلمية وأضاع حقائقها. فإذا أخذنا خلق الانسان مثلا..فاننا نأخذ هذا الخلق عن الله..الذي خلق..ماذا قال الله سبحانه وتعالى..قال خلقتك من تراب..وقال من طين..وقال من حمأ مسنون..وقال من صلصال كالفخار..هذه ليست تناقضات في الخلق..أو تناقضات في مادة الخلق نفسها وهي التراب..بل ان الله سبحانه وتعالى يبين لنا اطوار هذه المادة من التراب الى الطين الى الحمأ الى الصلصال..أنها المراحل التي مر بها خلق الجسد البشرى من تراب الى ما قبل نفخ الروح فيه. الكفار يشهدون بصحة القرآن ونعود إلى الاية الكريمة(ما أشهدتهم خلق السماوات والارض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا)..ما معنى كلمة.  مضل..كلمة مضل تعطى أن هناك قضية حق..وان هناك انسانا يريد أن يضللني ويعطيني عكس القضية..أي يعطيني غير الحقيقة وهو الضلال..هذا هو معنى مضل..إذا قول الله(وما كنت متخذ المضلين عضدا)..أي أننى في ساعة الخلق لم أطلب العون أو المساعدة أو المشورة..أو النصيحة..من هؤلاء المضلين..والا لو كان حدث ذلك..ثم جاءوكم يخبرونكم كيف تم خلق السماوات والارض..وكيف خلقتم أنتم. لكان لكم العذر في تصديقهم..ولكن ماداموا لم يشهدوا الخلق..ولم أطلب معونتهم..فان ما سيقولونه لكم غير واقع، غير صحيح..انه اضلال..وهذه معجزة من معجزات القرآن..فقد قال لنا الله..انه سيكون هناك مضلون..وان هؤلاء المضلين سيحاولون أن يقولوا لكم غير الحق في قضية خلق السماوات والارض..وفي قضية خلق الانسان..فلا تصدوقهم لانني لم أستعن بهم ساعة الخلق..ولم يكونوا موجو ٦ ين..إذا لو لم يحدث أن جاء اناس يضلون عن سبيل الله..لقلنا ان القرآن غير صحيح..لانه اين المضلون..ولو وجد المضلون وتناولوا قضية أخرى غير خلق السماوات والارض..وخلق الانسان..لقلنا أن القرآن غير صحيح..لانه يوجد من يضل عن سبيل الله..ولكنه لا يتناول فيما يقوله قضية خلق السماوات والارض..ولا قضية خلق الانسان..ولكن كون المضلين جاءوا وكونهم تحدثوا عن قضية خلق السماوات والارض وخلق أنفسهم..وهل المادة قبل الروح..أم الروح قبل المادة..وقانون الصدفة ونظرية داروين الى آخر هذا الكلام..كون هؤلاء جاءوا..وكونهم تناولوا قضية خلق السماوات والارض..وخلق الانسان..فهذا اثبات لما جاء في القرآن عنهم..وكان هؤلاء المضلون الذين جاءوا ليصدوا عن سبيل الله..انما قدموا خدمة كبيرة للدعوة الاسلامية..وللقرآن..بأنهم أثبتوا بكفرهم صحة القرآن..وصحة آياته..أترى اعجازا أكثر من ذلك..يستخدم الله الكفار الذين يضلون عن سبيله..ويحاولون تكذيب القرآن..يستخدمهم الله سبحانه وتعالى ليقوموا وهم لا يدرون باثبات صحة الدين الذي يحاولون أن يهدموه..وباثبات وجود الله سبحانه وتعالى..وهم يريدون أن ينكروه..فيقول في قرآن نزل منذ أربعة عشر قرنا..ان هناك من سيأتي ليضل عن سبيل الله..ويتخذ من قضية خلق السماوات والارض والانسان مادة لهذا الاضلال..وكل ما سيقولونه هو غير الواقع..وأنا أنفى من الان ما سيقولونه بعد مئات..أو ألوف السنين..وأقول لكم أنه غير صحيح. إذا فكون هؤلاء المضلين جاءوا اثباتا للقرآن..وكون انهم قالوا غير الحق ولم يستطيعوا أن يدللوا عليه عمليا..وأخذوا يطلقون نظرياتهم..كل نظرية تهدم الاخرى..وهم يجتهدون في محاولة هدم منهج الله..ونحن نقول لهم أنكم تثبتونه..لان الله أخبرنا عنكم في القرآن منذ أربعة عشر قرنا..وقال انكم ستأتون..وستفعلون كذا وكذا في محاولة لتضليل الناس..وهدم القرآن..أترى الاعجاز..في استخدام الكفار لتثبيت قضية الايمان في الكون..الموت نقض لعملية الحياة إذا فخالق الانسان هو الله..وخالق السماوات والارض هو الله..وهذا أمر غيبي نأخذه عمن خلق..الا أن الحق سبحانه وتعالى حين يعرض قضية غيبية، فانه ينير طريق العقل دائما بقضية نحسها ونشهدها..تقرب القضية الغيبية التي يتحدث عنها..فالله خلقني من تراب..من طين..من حمأ مسنون..من صلصال كالفخار..ثم نفخ في من روحه. طين..من حمأ مسنون..من صلصال كالفخار..ثم نفخ في من روحه. إذا أخذنا التراب..ثم نضيف إليه الماء فيصبح طينا ثم يترك لتتفاعل عناصره فأصبح حما مسنونا كالذي يستخدمه البشر في صناعاتهم..ثم يجف فيصبح صلصالا..هذه أطوار خلق الجسد البشرى..والبشر..ثم خلقهم من الطين..من الارض..فإذا جئنا للواقع..فلنسأل أنفسنا: الانسان مقومات حياته من أين..من الارض..من الطين..هذه القشرة الارضية الخصبة هي التي تعطى كل مقوئمات الحياة التي أعيشها..إذا فالذي ينمى المادة التي خلقت منها.. هو من نفس نوع هذه المادة..وهي الطين..ولقد حلل العلماء جسد الانسان فوجدوه مكونا من ١٦ عنصرا..أولها الاوكسيجين..وآخرها المنجنيز..والقشرة الارضية الخصبة مكونة من نفس العناصر..إذا عناصر الطين المخصب هي نفس عناصر الجسم البشري الذي خلق منه..هذا أول اعجاز..وهذه تجربة معملية لم يكن هدفها اثبات صحة القرآن أو عدم صحته..ولكنها كانت بحثا من أجل العلم الارضي. ولقد جعل الله سبحانه وتعالى..من الموت دليلا على قضية الخلق..فالموت نقض للحياة..أي أن الحياة موجودة..وانا انقضها بالموت..ونقض كل شئ يأتي على عكس بنائه..فإذا أردنا أن نبنى عمارة نبدأ بالدور الاول..وإذا أردنا أن نهدمها نبدأ بالدور الاخير..إذا وصلت إلى مكان واردت أن أعود..ابدأ من آخر نقطة وصلت إليها..انها تمثل أول خطوة في العودة..ونحن لم نعلم عن خلق الحياة شيئا..لاننا لم تكن موجودين ساعة الخلق..ولكننا نشهد الموت كل يوم..والموت نقض الحياة..إذا هو يحدث على عكسها..اول شئ يحدث في الانسان عند الموت. ان الروح تخرج..وهي آخر ما دخل فيه..أول شئ خروج الروح..إذا آخر شئ دخل في الجسم هو الروح..ثم تبدأ مراحل عكس عملية الخلق..يتصلب الجسد..هذا هو الصلصال..ثم يتعفن فيصبح رمة..هذا هو الحمأ المسنون..ثم يتبخر الماء من الجسد ويصبح الطين ترابا..ويعود الى الارض..إذا مراحل الافناء التي أراها وأشهدها كل يوم هي عكس مراحل الخلق..فهناك الصدق في مادة الخلق..والصدق في كيفية الخلق..كما هو واضح امامى من قضية نقض الحياة..وهي الموت..شئ آخر..يقول الله سبحانه وتعالى(ونفخت فيه من روحي)..ومعنى النفخ أي نفس..أي أن هناك نفسا خرج من النافخ الى المنفوخ فيه..فبدأت الحياة..وبماذا تنتهى الحياة بخروج هذا النفس..فأنت إذا شككت في أن أي انسان قد فارق الحياة..يكفى أن يقال لك أنه لا يتنفس..لتتأكد يقينا أنه مات إذا دخول الحياة إلى الجسد هو دخول هذا النفس..مصداقا لقوله تعالى(ونفخت فيه من روحي)..وخروجها هو خروج هذا النفس..فالمسألة يقينا كما قال الله..وإذا كنا نريد اعجازا أكثر..فلننظر ماذا قال القرآن في علم الاجنة..علم تكوين الجنين في بطن أمه..هل تناول أحد هذه المسألة قبل القرآن أو عصر القرآن..أو بعد بفترة..أبدا..أول من تحدث عنها هو القرآن واعطاني ما هو غائب عنى..لان خلقي هو غيب عنى..فكون الله سبحانه وتعالى يأتي في قرآنه ويعطيني مراحل تكوين الجنين..فهذه آية من آيات عظمته وقدرته..وعلمه..يقول الله في أطوار الجنين:(..ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما)..علم الاجنة ما عرفه الناس إلا حديثا..والقرآن كما قلت كلام متعبد بتلاوته..لا تبديل فيه ولا تغيير..أي أن القضية التي يذكرها ستبقى كما هي الى آخر الدنيا..فعندما يأتي القرآن ويخبر بهذا فكأنه يتحدى العلم والعلماء..إلى يوم القيامة..يقول لهم هذا هو تكوين الجنين في بطن أمه..وأنا أذكره لكم وأذكر مراحله بالتفصيل..لم يشهده أحد من البشر حتى ساعة نزول هذا القرآن..ولا حتى بعد نزوله بمئات السنين..ولكنني أسجله لتعلموا عندما أعطيكم من العلم ما تستطيعون به معرفة أطوار الجنين..لتعلموا أن القائل هو الخالق..لانه لا يمكن لاحد أن يقول هذا الكلام..وأن يتحدى بصحته على مر العصور وأن يخترق الحجب ليروى شيئا لم تكن البشرية تعرفه أو تعلم به..الا أن يكون ذلك هو الله..والا فكيف يأمن أي انسان..أي بشر مهما بلغ من العلم كيف يأمن أنه بعد عشرات السنين..أو مئات السنين..لن يأتي ما يناقض هذا الحديث..وما يثبت عدم صحته..فإذا لم يكن الحديث هنا عن الله..وإذا لم يكن عن يقين كامل..فكان القرآن قد أعطى معه وسيلة هدمه..كان يكفى أن يقول انسان أن القرآن يقول هذا عن اطوار الجنين..وقد أثبت التقدم العلمي أنه غير صحيح..كان يكفى أن يقال هذا ليهدم قضية الدين من أساسه..ويكون القرآن قد أعطى للكفار أقوى سلاح يهدموه به..فالذي كشف علم الاجنة متأكد تماما أن ما يقوله هو الحق..وأن تطور العلم مهما جاء فانه لن يأتي ليناقض هذا الكلام..ولقد أثبتت أحدث البحوث عن الجنين..صحة ما ذكره القرآن منذ أربعة عشر قرنا..ولم تختلف عنه..في أي تفصيل من التفصيلات..رغم أن هذا كان أمرا غيبيا..وامرا لم يتحدث عنه أي انسان قبل أن يأتي القرآن..ومع ذلك فقد ذكره القرآن بالتفصيل..وحدد أطواره..وجاء العلم بعد ذلك ليثبت هذه الحقيقة..إذا فلابد أن قائل القرآن هو الله..لان الذي يعلم يقينا هو الله وحده. 

الجمعة، 8 مايو 2015

معجزة القرآن (١)

معجزة القرآن (١)
هل يستطيع محمد عليه السلام أن يتنبأ بنتيجة معركة حربية ستحدث بعد سبع أو ثماني سنين...ويحدد من الذي سينتصر...ومن الذي سيهزم..وما الذي يجعله يدخل في قضية غيب كهذه...كيف يخبر الكفار..بما تخفيه صدورهم..ولم تهمس به شفاهم..ويقول لاعداء الاسلام ما سيقع لهم...ويتحدث في قضايا الغيب..وماذا كان يمكن أن يحدث لقضية الايمان كله..لو لم يصدق القرآن في كل حرف قاله ولكن القائل هو الله والفاعل هو الله..القرآن هو كلام الله المنزل على رسوله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم..والمتعبد بتلاوته..والمتحدي به..والقرآن يحمل أكثر من معجزة...تحدى الله به العرب أولا...ثم تحدى به الانس والجن..لم يتحد به الله الملائكة..لان الملائكة ليس لهم اختيارات ليعملوا بها..أي أنهم يفعلون ما يؤمرون به من الله فقط..ومن هنا فان القرآن يتحدى كل القوى المختارة أو التي لها اختيار..التي ميزها الله..بقدرة العقل والفكر والاختيار..وقبل أن نتحدث عن معجزة القرآن..يجب أن نحدد معنى كلمة معجزة..حين يأتي انسان ويقول أنه رسول من عند الله جاء ليبلغ بمنهجه..افنصدقه..أم أننا نطالبه باثبات ما يقول..اذن كان لابد أن تجئ مع كل رسول معجزة تثبت صدقه في رسالته وفي بلاغه من الله..وأن تكون المعجزة مما لا يستطيع أحد أن يأتي به..وأن تكون أيضا مما نبغ فيه قومه..لماذا؟..حتى لا يقال أن الرسول قد تحدى قومه بأمر لا يعرفونه ولا موهبة لهم فيه..فالتحدي يجب أن يكون في أمر نبغ فيه القوم حتى يكون للتحدي قيمة..ولذلك نلاحظ في معجزة كل رسول أنها جاءت فيما نبغ فيه قومه..وانها جاءت لتهدم من يتخذونه الها من دون الله..فمثلا معجزة ابراهيم عليه السلام جاءت في قوم يعبدون الاصنام..ويسجدون لها ويقدسونها..ولذلك عندما أرادوا احراق ابراهيم جاءوا به امام آلهتهم ليلقونه في النار..وكان المفروض ان هذه الالهة تنتقم لنفسها ممن حطمها إذا كانت تستطيع لنفسها نفعا أو ضرا..ولكنهم حين ألقوا بابراهيم الذي سفه معتقداتهم في النار لم تحرقه النار..وخذلتهم آلهتهم..على ان اختيار النار يمكن أن يكون له معنى آخر..فكم من الناس عبدوا النار في الماضي..حتى خلال هذه الفترة..تجد أن بعض الناس لا يزالون يتخذون النار الها مقدسا..ولكن معجزة ابراهيم ليست أن ينجو من النار..فلو أراد الله أن ينجيه من النار ما مكنهم من القاء القبض عليه..أو لنزلت الامطار لتطفئ النار..ولكن الله شاء أن تظل النار نارا متأججة..محرقة..مدمرة..وأن يؤخذ ابراهيم عيانا أمام كل الناس..ويرمى في النار..وهنا يعطل ناموس أو قانون احراقها(قلنا يا نار كونى بردا وسلاما على ابراهيم).. لو أن ابراهيم نجا بأن هرب مثلا..لقالوا لو أمسكناه لاحرقناه..ولو نزلت الامطار لقالوا لو لم تنزل الامطار لاحرقناه..ولكن ابراهيم لم يهرب...والامطار لم تنزل..والنار متأججة...ولكنها لم تحرق ابراهيم..فكأن آلهتهم التي كانوا يزعمون أنها ينتقمون لها..ليست آلهة كما يزعمون...انما هي أصنام لا تضر ولا تنفع..وكل شئ في هذا الكون خاضع لمشيئة الله..وارادة الله..عندما تقول(يا نار كونى بردا وسلاما) تتعطل خاصية الاحراق وتقف قوانين الكون عاجزة أمام قدرة الله..وتقف آلهتهم عاجزة على أن تقول: يا نار احرقي من حطمنا..وعيسى عليه السلام جاء والقوم يعلمون الطب..فجاء لهم بمعجزة من جنس ما نبغوا فيه..فأبرأ الاكمه والابرص..وتسامى الى شئ آخر لم يصلوا هم إليه..فأحيا الموتى...اذن فمعجزات الرسل هي خرق لنواميس أو قوانين الكون...فالنار مع ابراهيم تتعطل خاصية احراقها..والماء مع موسى يفقد قوانينه..وقانون الماء هو الاستطراق..لا يكون عاليا في مكان ومنخفضا في مكان آخر..لابد أن يتساوى سطحه..فإذا ضرب موسى بعصاه البحر..انشق وأصبح كل فرق كالطود العظيم أي كالجبل العظيم يقف عاليا ليخرق قوانين الماء كلها..ولكن لماذا حدث هذا؟ لماذا انفلق البحر الى جزءين..وتعطلت كل قوانين الماء..لان موسى رد الامر الى الله..كيف؟..حينما تبع قوم فرعون قوم موسى..قال قوم موسى انا لمدركون..وهذا كلام واقعي..لان البحر أمامهم..وقوم فرعون وراءهم. والمسألة في قانون البشر واضحة لا تحتاج إلى بيان..ولكن موسى قال: كلا وقالها بملء فيه..قالها وهو واثق تماما..لماذا؟..لانه لم يزعم أنه سينجو بأسباب البشر..لم يقل انني سأنجو لاننا سنصعد الى جبل كذا..أو سنعبر البحر بطريقة كذا..وانما قال:(كلا..ان معي ربي سيهدين)...ونقل المسألة من قانون الانسان الى قدرة الله..وهنا قال الله(اضرب بعصاك البحر)..فانفلق..معجزة القرآن وكيف تختلف على أنه يلاحظ أن معجزة القرآن تختلف عن معجزات الرسل السابقين..معجزات الرسل خرقت النواميس..وتحدت..وأثبتت أن الذي ج اءت على يديه رسول صادق من الله..ولكنها معجزات كونية..من رآها فقد آمن بها..ومن لم يرها صارت عنده خبرا..أن شاء صدقة وأن شاء لم يصدقه..ولو لم ترد في القرآن لكان من الممكن أن يقال أنها لم تحدث..اذن فالمعجزة الكونية المحسة...أي التي يحس بها الانسان ويراها..تقع مرة واحدة..من رآها فقد آمن بها..ومن لم يرها تصبح خبرا بعد ذلك..ولكن معجزة النبي صلى الله عليه وسلم معجزة عقلية باقية خالدة..يستطيع كل واحد أن يقول محمد رسول الله..وهذه معجزة وهي القرآن...شئ آخر إذا نظرنا الى المعجزات السابقة..وجدنا هذه المعجزات فعل من أفعال الله..وفعل الله من الممكن أن ينتهى بعد أن يفعله الله، البحر انشق لموسى ثم عاد الى طبيعته...النار لم تحرق ابراهيم ولكنها عادت الى خاصيتها بعد ذلك ولكن معجزة النبي صلى الله عليه وسلم صفة من صفات الله..وهي كلامه..والفعل باق بابقاء الفاعل له..والصفة باقية ببقاء الفاعل نفسه. ويلاحظ أيضا في معجزة القرآن..انها اختلفت عن معجزات الرسل اختلافا آخر..كان رسول كانت له معجزة..وله كتاب منهج..معجزة موسى العصا..ومنهجه التوراة..ومعجزة عيسى الطب..ومنهجه الانجيل..ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم معجزته هي عين منهجه..ليظل المنهج محروسا بالمعجزة..وتظل المعجزة في المنهج..ومن هنا فقد كانت الكتب السابقة للقرآن داخلة في نطاق التكليف..بمعنى أن الله سبحانه وتعالى كان يكلف عباده بالمحافظة على الكتاب..أما القرآن فقد قال الله سبحانه وتعالى عنه:(انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون) لماذا؟..أولا: لان القرآن معجزة..وكونه معجزة لابد أن يبقى بهذا النص وإلا ضاع الاعجاز..وثانيا: لان الله جرب عباده في الحفاظ على الكتب السابقة...فنسوا حظا مما ذكروا به..والذي لم ينسوه كتموا بعضه..والذي لم يكتموه يلوون ألسنتهم به ويحرفونه عن موضعه..وهكذا نرى أنه كان هناك أكثر من نوع المسخ والنسيان والتحريف..ثم جاءوا بأشياء من عندهم وقالوا أنها من عند الله ليشتروا بها ثمنا قليلا. ومن هنا فان الله سبحانه وتعالى قرر أن يحافظ على القرآن..ولو أخذنا خطين..خط تطبيق القرآن..والعمل بتعاليمه..وخط المحافظة على القرآن..نرى أن خط تطبيق القرآن كلما مر الزمن ضعف..وخط المحافظة على القرآن كلما مر الزمن أداد..لو كنا نطبق المنهج تطبيقا سليما لكان هذا أمرا طبيعيا..ولكن غفلتنا عن تعاليم القرآن كسلوك في الحياة لا تتمشى مع ازدياد الحفاظ على القرآن..نجد القرآن في كل مكان..في كل منزل ومكتب وسياره...حتى غير المسلم يحافظ على القرآن ويحمله..فنجد شخصا المانيا مثلا يفكر في أن يكتب القرآن في صفحة واحدة..بشكل جميل..فلماذا يفعل ذلك مع القرآن..قبل أن يفعله مع الكتب السماوية الاخرى..وما الذي يجعل دولة كاليابان وايطاليا تتفننان في طباعة المصحف بشكل جميل انيق..ان ذلك يحدث لان الله سبحانه وتعالى يريد أن يدلل لنا على أنه يحفظ القرآن..وكلما ابتعدنا عن المنهج..ازددنا في حفظ القرآن والعناية به..ليدلل على أن الذي يحفظه هو الله..وليس القائمين على المنهج..معجزة القرآن للعالم كله فإذا حددنا هذه لعناصر الثلاثة التي تمتاز بها معجزة القرآن...ننتقل بعد ذلك الى نقطة أخرى...القرآن كلام الله المتعبد بتلاوته..جاء من جنس ما نبغ فيه العرب..القوم الذين نزل فيهم..قوم محمد صلى الله عليه وسلم..عرفوا بالبلاغة والفصاحة..وحسن الاداء..وجمال المنطق..وسلالة التعبير..فيتحداهم القرآن في هذا..فلما سمعوه انبهروا..ولكن العناد أوقفهم...قالوا ساحر..والرد هنا بسيط جدا..هل يملك المسحور اختيارا مع الساحر..إذا كان محمد ساحرا..فقد سحر الناس..فلماذا لم يسحركم أنتم حتى تتبعوه..ان المحسور لا يخشع للساحر بارادته..ولا يأتي ليقول له سأصدق هذا السحر..واكذب بها السحر..انما المسحور مسلوب الارادة أمام الساحر..فكونكم تقولون انه ساحر وأنتم لا تؤمنون به دليل على انكم كاذبون..ثم قالوا شاعر..محمد لم يقل الشعر في حياته..وأنتم تعرفون..فلماذا فجأة تتهمونه بالشعر ثم قالوا مجنون..هل المجنون يكون على خلق أنك لا تعرف ماذا سيفعل معك في الدقيقة التالية..فهل المجنون يكون على خلق عظيم كالنبي صلى الله عليه وسلم...الذي يعرفون خلقه جيدا..والذي كانوا يلقبونه قبل الرسالة بالامين..الذي حدث انهم انبهروا..ذهلوا..هم ملوك البلاغة والفصاحة واساطينها..فجاءهم كلام أعجزهم..وجدوا أنفسهم عاجزين..فتخبطوا..قالوا ساحر..قالوا مجنون..وقالوا أشياء لا تخضع لاي منطق..لانهم من قوة المفاجاة فقدوا الحجة والمنطق..والقرآن يواصل التحدي أن يأتوا بمثله..ثم يمعن في التحدي ليقول بعشر سور..ثم يمعن في التحدي ليقول سورة من مثله..كان هذا هو أول اعجاز للقرآن..معجزة تحدت القوم الذين نزل فيهم بما نبغوا فيه..ولكن التحدي في القرآن ومعجزاته ليست للعرب وحدهم..بل هي للعالم أجمع..ومن هنا فقد كان اعجاز القرآن اللغوي..هو تحديه للعرب فيما نبغوا فيه..ولكن التحدي لم يأت للعرب وحدهم..والقرآن جاء لكل الاجناس..وكل الالسنة..فأين التحدي..لغير العرب..ثم هذا الكتاب سيبقى الى أن تقوم الساعة. فلابد أنه يحمل معجزة للعالم في كل زمان ومكان. ومن هنا كانت هناك معجزات للقرآن..وقت نزوله وفي خلال فترة نزوله..وبعد نزوله..وهي مستمرة..حتى يومنا هذا..ستستمر الى قيام السعة لتظهر لنا آيات الله في الارض..القرآن مزق حواجز الغيب حينما جاء القرآن تحدى في أشياء كثيرة..أولها أنه مزق حواجز الغيب..مزق حواجز الزمان والمكان...كيف ذلك..حواجز الغيب ثلاثة..أولها حاجز المكان..أي أن أشياء تحدث في نفس اللحظة..ولكن لا أعرف عنها شيئا..لانها تحدث في مكان..وأنا موجود في مكان آخر..ثم هناك حاجز الزمن الماضي..وهو شئ حجبه عني زمن مضى..فأنا لم أشهده..وحاجز المستقبل وهو ما سيحدث غدا..لان حاجز الزمان المستقبل قد حجب عني فلم أشهده..اذن فحواجز الغيب ثلاثة..حاجز المكان..وحاجز الزمن الماضي..وحاجز الزمن المستقبل..إذا قرأنا القرآن وجدنا أنه يمزق حاجز الزمن الماضي..فيخبرنا بما حدث للامم السابقة..ويروى لنا قصص الرسل السابقين..ويحكى لنا أشياء لم يكن أحد يعرفها وعلى لسان من..على لسان نبي أمي..لا يقرأ ولا يكتب..يحكى إذا أسرار الماضي..ويتحدى الذين يكذبون..مزق له الله حجاب وحاجز الزمن الماضي.. ويكفى أن تقرأ في القرآن..(وما كنت وما كنت وما كنت)..لتعرف كم أخبر الله رسوله بأنباء من غيب الماضي..(وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا الى موسى)..(وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم)..أي انك لم تكن هناك يا محمد..ولكن الله هو الذي أخبرك ومزق لك حجاب الزمن الماضي..(وما كنت ثاويا في أهل مدين تتلو عليهم آياتنا..وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا الى موسى الامر..وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك)..وهكذا نرى أن القرآن مزق حجاب الزمن الماضي في أكثر من مناسبة ليخبر محمدا عليه السلام بالاخبار الصحيحة عمن سبقوه من الرسل والانبياء ويصحح ما حرف من الكتب السماوية التي أنزلها الله وحرفها الرهبان والاحبار...بل ان الاعجاز هنا جاء في تصحيح ما حدث من تحريف الكتب السماوية التي سبقت القرآن..وكان محمد صلى الله عليه وسلم يتحدى بالقرآن أحبار اليهود ورهبان النصارى..ويقول لهم هذا من عند الله..في التوراة أو الانجيل..وهذا حرفتموه في التوراة أو الانجيل..ولم يكونوا يستطيعون أن يواجهوا هذا التحدي أن يردوا عليه..ذلك أن التحدي للقرآن في تمزيق حجاب الزمن الماضي..وصل إلى أدق أسرار الرسالات السماوية الماضية فصححها لهم..وبين ما حرفوه منها وما أخفوه..وتحداهم أن يكذبوا ما جاء في القرآن فلم يستطيعوا..ومن ذلك قوله تعالى في سورة مريم(ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون).. ثم جاء الامر الثاني..فمزق الله حجاب المكان لمحمد عليه الصلاة والسلام..وجاء في أمر من أدق الامور وهو حديث النفس..وهنا وقبل أن نبدأ..أح ب أن نضع في أذهاننا جيدا أن القرآن هو كلام الله المتعبد بتلاوته..وأنه يبقى بلا تعديل ولا تغيير لا يجرؤ أحد على أن يمسه أو يحرقه..ومن هنا فإن هذا الكلام حجة على محمد عليه الصلاة والسلام مأخوذة عليه..فإذا أخبر القرآن بشئ..واتضح أنه غير صحيح..كان ذلك هدما للدين كله..يأتي القرآن وقد بينت خطورة ما يقول..(ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله) ما معنى هذا الكلام..معناه امعان في التحدي..فالقرآن هنا لا يقول لهم لقد هتكت حاجز الماضي..وأخبرتكم بأنباء الاولين..ولا يقول لهم سأهتك حاجز المكان وأخبركم بما يدور في بقعة قريبة لا ترونها بل يقول: سأهتك حاجز النفس..وأخبركم بما في أنفسكم..بما في داخل صدوركم..بما لم تهمس به شفاهكم..وكان يكفى لكى يكذبوا محمدا أن يقولوا لم تحدثنا أنفسنا بهذا..لو لم يقولوها بالفعل داخل أنفسهم لكان ذلك أكبر دليل لكي يكذبوا محمدا ويعلنوا أنه يقول كلاما غير صحيح..إذ فالقرآن في هتكه لحجاب المكان..دخل الى داخل النفس البشرية..والى داخل نفوس من..الى داخل نفوس غير المؤمنين الذين يهمهم هدم الاسلام..وقال في كلام متعبد بتلاوته لن يتغير ولا يتبدل..قال:(ألم تر الى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالاثم والعدوان ومعصية الرسول وإذا جاءوا حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير)..صدق الله العظيم..قال ما يدور في أنفس غير المؤمنين..فهل هناك أكثر من هذا تحديا..لحجاب المكان..انه تحد فوق قدرة كل الاختراعات البشرية التي وصل إليها العلم الان لاختراق حجب المكان..بل ان التحدي ظهر في ما يحرص غير المؤمنين على اخفائه..فالانسان حين يحرص على اخفاء شئ..ويكون غير مؤمن..يأتي اليك فيحلف لك بأن هذا صحيح..وهو غير صحيح في نفسه فقط ولكن حرصه في ان يخفيه على الناس يجعله مؤكد أنه صحيح بالحلف..ويأتي الله سبحانه وتعالى فيجعل القرآن يمزق نفوس هؤلاء الناس..ويظهر ما فيها امعانا في التحدي..ويقول الله سبحانه وتعالى(وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم والله يعلم أنهم لكاذبون)..ويقول سبحانه وتعالى(يحلفون لكم لترضوا عنهم فان ترضوا عنهم فان الله لا يرضى عن القوم الفاسقين)..ويقول سبحانه وتعالى(ويحلفون على الكذب وهم يعلمون)..إذا فالقرآن هنا جاء لاناس غير مؤمنين..وهتك حاجز النفس بالنسبة لهم فأخرج ما في صدورهم وعراهم أمام الناس جميعا..وفضح كذبهم..ونشر على الدنيا كلها ما في صدورهم من كذب ورياء ونفاق..أي أنه أهانهم أمام المجتمع كله..ولو كان هذا غير صحيح لقال هؤلاء القوم اننا لم نكذب..اننا لصادقون..والكلام الذي يدعيه محمد بأنه يأتي من عند الله كلام غير صحيح..ولكن هؤلاء بهتوا من أن القرآن مزق حجاب نفوسهم فلم يستطيعوا ردا..وبهتوا لان الله أخرج ما في صدورهم..وعراهم أمام الناس جميعا..فلم يفعلوا شيئا أكثر من انهم تواروا بعد أن افتضحت حقيقتهم..ولو كان هذا القرآن من عند غير الله لما استطاع أن يصل الى داخل النفس البشرية..وهي من أدق أسرار الدنيا التي لم يستطع على أن يصل إليها حتى الان..فإذا بالقرآن يأتي متحديا بكلام متعبد به الى يوم القيامة لا يستطيع أحد تبديل حرف فيه ليكشف ما في داخل النفس..ويعرى ما تكتمه عن الناس جميعا..وما هي حريصة على كتمانه..حتى انها تحلف باسم الله كذبا ليصدقوها الناس..يأتي القرآن فيمزق هذا كله..أتريد اعجازا أكثر من ذلك..ثم بعد ذكل مزق القرآن حجاب المستقبل..كان لابد أن يكون الحديث عن المستقبل على عدة مراحل..المرحلة المعاصرة..لكي يعرف أصحاب الرسالة والمؤمنون وغير المؤمنين انه الحق..ومرحلة المستقبل البعيد لكي يعرف كل عصر من العصور التي ستأتي بعد نزول القرآن..أن هذا هو كتاب الله الحق..ومن هنا كان التحدي..بالنسبة للمعاصرين عن أحداث قريبة..وبالنسبة للعالم عن حقائق الكون كله..وهنا أحب أن أنبه الى شئ هام جدا هو استخدام حرف السين في القرآن..فحرف السين كما نعرف في اللغة العربية لا يستخدم الا بالنسبة لاحداث مستقبلة..والقرآن محفوظ ومتعبد به وبتلاوته..وسيظل محفوظا حتى يوم الساعة..ومعنى ذلك أنه لا يمكن تبديله أو تغييره أو انكاره من أحد من المتعبدين به..بل سيظل يتلى هكذا كما أنزل..إذا فأنباء القرآن بأحداث مستقبلة يسجل هذه الاحداث على قضية الايمان نفسها..ويطعن الدين في صميمه..خصوصا إذا تبين أن ما تنبأ به القرآن غير صحيح..ومن هنا فلابد أن يكون قائل القرآن متأكدا من أن هذا سيحدث في المستقبل..من من البشر يستطيع أن يتأكد ماذا سيحدث له بعد ساعة واحدة..فما بالك بعد أيام وسنوات..الجواب..لا أحد..ذلك ان قدرة البشر في صنع الاحداث محدودة..فقد حجب عنهم الزمن..وحجب عنهم المكان..فلو قلت مثلا أننى سأبنى عمارة في هذه البقعة بعد عام..أنا لا أضمن اننى سأعيش حتى الساعة القادمة..وبذلك لا أستطيع أن أحكم إذا كنت سأكون موجودا هناك أم لا..هذه واحدة..ثانيا قد تأتي الحكومة مثلا وتبنى مستشفى في هذا المكان..أو قد يقام في هذا المكان سوق أو شارع إذا فأنا لا أستطيع أن أجزم في شئ مادى سيحدث بعد فترة زمنية محدودة..ولكن الذي يستطيع أن يقول هذا يقينا هو الذي يملك القدرة..ومن هنا فانه يستطيع أن يقول يقينا أن هذا سيحدث بعد فترة من الزمن..والذي يملك ذلك هو الله سبحانه وتعالى..فإذا كان الحديث عما سيحدث بعد آلاف السنين فان ذلك فوق طاقة البشر جميعا..ولقد أنبأ القرآن بما سيحدث بعد أعوام قليلة..وبما سيحدث بعد آلاف السنين..فالذي قال هذا هو القادر العالم بأن ذلك سيحدث يقينا وهو الله سبحانه وتعالى..انظر الى قوله سبحانه وتعالى..(سيهزم الجمع ويولون الدبر)..لقد نزلت سورة القمر هذه في مكة والمسلمين قلة..واذلة..حتى أن عمر بن الخطاب قال: أي جمع هذا الذي سيهزم ونحن لا نستطيع أن نحمى أنفسنا وهكذا يتنبأ القرآن بأن الاسلام سينتصر..في مكة وأن هؤلاء الجمع الذين تجمعوا لمحاربة الاسلام في مكة سيهزمون ويولون الادبار..ويتنبأ بها متى..والمسلمون قلة..وأذلة..لا يستطيعون حماية أنفسهم..ويطلقها قضية..وهو على يقين من أن الله الذي قالها سيحققها..وبعد ذلك نجد عجبا..الوليد بن المغيرة العدو الالد للاسلام..والمشهور بكبربائه ومكابرته وعناده..يأتي القرآن ويقول هذا الانسان المكابر العنيد..(سنسمه على الخرطوم)..أي أنه سيقتل بضربة على أنفه..ويحدد موقع الضربة..وبعد ذلك يأتي في بدر..فتراه قد وسم على خرطومه..أي ضرب على أنفه..من الذي يستطيع أن يحدد موقع الضربة ومكانها..من الذي يستطيع أن يجزم ماذا سيحدث بعد ساعة واحدة..احداث المستقبل وتحدى القرآن نأتي بعد ذلك الى آية أخرى..الرسول عليه الصلاة والسلام يأتي فيقرأ..(تبت يدا أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب..سيصلى نارا ذات لهب وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد)..هذا قرآن..وفي من..في عم الرسول..وفي من..في عدو الاسلام..ألم يكن أبو لهب يستطيع أن يحارب الاسلام بهذه الاية..ألم يكن يستطيع أن يستخدمها كسلاح ضد القرآن..ضد هذا الدين..قالت له الاية يا أبا لهب أنت ستموت كافرا..ستموت مشركا..وستعذب في النار..وكان يكفى أن يذهب أؤ لهب الى أي جماعة من المسلمين..ويقول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله..يقولها نفاقا..يقولها رياءا..يقولها ثم يقف وسط القوم يقوم: أن محمدا قد أنبأكم انني سأموت كافرا..وقال ان هذا كلام مبلغ له من الله..وأنا أعلن اسلامي لاثبت لكم أن محمدا كاذب..(لو كان أبو لهب يملك ذرة واحدة من الذكاء لفعل هذا..ولكن حتى هذا التفكير لم يجرؤ عقل أبي لهب على الوصول إليه..بل بقى كافرا مشركا..ومات وهو كافر..ولم يكن التنبؤ بأن أبا لهب سيموت كافرا..أمرا ممكنا..لان كثيرا من المشركين اهتدوا الى الاسلام كخالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعمر بن الخطاب..وغيرهم..كانوا مشركين وأسلموا..فكيف أمكن التنبؤ بأن أبا لهب بالذات لن يسلم ولو نفاقا..وسيموت وهو كافر..المعجزة هنا أن القرآن قد أخبر بما سيقع من عدو..وتحداه في أمر اختياري..كان من الممكن أن يقوله ومع ذلك هناك يقين أن ذلك لن يحدث..لماذا..لان الذي قال هذا القرآن..يعلم أنه لن يأتي الى عقل أبي لهب تفكير يكذب به القرآن..هل هناك اعجاز أكثر من هذا..انتقل بعد هذا الى النقطة الثانية..وهي ماذا حمل القرآن لغير الحرب في عصره..ولغير العرب والدنيا كلها بعد عصره..أي ماذا حمل القرآن من أنباء نواميس الله في الارض وقوانينه..التي كانت غيبا على البشرية كلها في عصره وبعد عصره..هنا الامثلة كثيرة..والمجال لا يتسع لها كلها..ولكني سأحاول أن أبين عددا منها فيما يختص بالاعجاز  في عصر القرآن لغير العرب..فقد كان هناك أمتان كبيرتان امبراطوريتان بجانب الجزيرة العربية..هما الروم والفرس..الروم أمة مؤمنة..أهل كتاب..ولو أنهم لا يصدقون برسالة محمد الا أن هناك عندهم ايمانا بوجود الله. والقيم السماوية..والفرس كانوا أهل كفر والحاد في ذلك الوقت..لا يؤمنون بأي دين من الاديان..إذا فأيهما أقرب الى قلب المؤمنين..الروم باعتبارهم أهل كتاب..وأيهما أقرب الى قلب الملحدين والكفار..الفرس باعتبارهم مشركين وكفرة..قامت الحرب بين الدولتين..فهزم الروم وانتصر الفرس..وهنا فرح المشركون لان الكفر قد انتصر..وحزن المؤمنون لان نوعا من الايمان قد انهزم..هنا يتدخل الله سبحانه وتعالى ليزيل عن المؤمنين هذا الحزن..فيقول في كلام محفوظ متعبد بتلاوته لن يجرؤ ولن يستطيع أحد أن يغير فيه..يقول:(الم غلبت الروم في أدنى الارض..وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين..له الامر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله..ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم)..ثم يمضى القرآن ليمعن في التحدي..(وعد الله لا يخلف الله وعده..ولكن أكثر الناس لا يعلمون) ما هذا..أيستطيع محمد صلى الله عليه وسلم أن يتنبأ نتيجة معركة ستحدث بين الروم والفرس بعد بضع سنين..هل يستطيع قائد عسكري مهما بلغت قوته وعبقريته..ونبوغه أن يتنبأ بمصير معركة عسكرية بعد ساعدة واحدة من قيامها..فما بالك أن ذلك يأتي ويقول أنه بعد بضع سنين ستحدث معركة بين الفرس والروم وينتصر فيها الروم..هل أمن محمد صلى الله عليه وسلم على نفسه أن يعيش بضع سنين ليشهد هذه المعركة..ولقد وصل الامر بأبي بكر رضي الله عنه..انه راهن على صحة ما جاء به القرآن..إذا فقد أصبحت قضية ايمانية كبرى..هذا هو القرآن..كلام الله..وأساس الايمان كله..يأتي ويخبر بحقيقة أرضية قريبة ستحدث لغير العرب..ويقول الكفار أن القرآن كاذب..فيقول المؤمنون ان هذا صدق..ويحدث رهان بين الاثنين..ماذا كان يمكن أن يحدث لو أنه لم تحدث معركة بين الروم والفرس..أو لو أنه حدثت معركة وهزم فيها الروم أكان بعد ذلك يصدق أي انسان القرآن أو يؤمن بالدين الجديد..ثم إذا كان القرآن من عند محمد فما الذي يجعله يدخل في قضية غيبية كهذه..لم يطلب منه أحد الدخول فيها أيضيع الدين من أجل مخاطرة لم يطلبها أحد..ولم يتحده فيها انسان..ولكن القائل هو الله..والفاعل هو الله..ومن هنا كان هذا الامر الذي نزل في القرآن يقينا سيحدث..لان قائله ليس عنده حجاب الزمان..وحجاب المكان..ولا أي حجاب وهو الذي يقول ما يفعل..ومن هنا حدثت الحرب..وانتصر الروم على الفرس فعلا..كما تنبأ القرآن..وهكذا تحدى القرآن للكفار وغير المسلمين في وقت نزوله..أي أنه لم يتحد العرب وحدهم..بل تحدى الكفار والمؤمنين من غير العرب..بأن أنبأهم بما سيحدث لهم قبل أن يحدث بسبع أو ثماني سنوات..تحداهم بهذا علهم يؤمنون..إذا انتهينا الى هذا نكون قد أثبتنا أن القرآن تحدى العرب وغير العرب في وقت نزوله..ولكننا قلنا أن القرآن ليس له زمان..وليس له مكان..وأنه سيظل حتى قيام الساعة..فكيف يمكن أن يتحدى الاجيال القادمة..لابد أن يكون للقرآن معجزة دائمة..أن يعطى عطاء الكل جيل لم أن يكون للقرآن معجزة دائمة..أن يعطى عطاء الكل جيل لم يعطه للاجيال السابقة..وقد كان..جاء في القرآن أشياء لو أن أحدا أخبر بها وقت نزوله..لا تهم الذين قالوها بالجنون..ولكنها جاءت للعصور القادمة..جاءت لتتحدى عبر الاجيال الى يومنا..والى الايام القادمة.. 

خلق التغاضي ( فن ادارة المواقف )

ترك رجل زوجته و اولاده من اجل وطنه قاصد ارض معركة تدور رحاها على اطراف البلاد وبعد انتهاء الحرب و في اثناء العودة اخبر بأن زوجته مرضت بالجدري في غيابه فتشوه وجهها كثيرا جزاء ذلك تلقى الرجل الخبر بصمت وحزن عميقين شديدين وفي اليوم اللاحق شاهده رفاقه مغمض العينين فرثوا لحاله وعلموا حينها انه لم يعد يبصر فرافقوه الى منزله واكمل بعد ذلك حياته مع زوجته واولاده بشكل طبيعي

وبعد ما يقرب من خمسة عشر عاما توفيت زوجته وحينها تفاجأ كل من حوله بأنه عاد مبصرا بشكل طبيعي وادركوا انه اغمض عينيه طيلة تلك المدة كي لا يجرح مشاعر زوجته عند رؤيته لها تلك الاغماضة لم تكن من اجل الوقوف على صورة جميلة لزوجته ومن ثم تثبيتها في الذاكرة و الاتكاء عليها كلما لزم الامر لكنها من باب المحافظة على سلامة العلاقة الزوجية حتى لو كلف ذلك ان نعمي عيوننا مدة طويلة بعد نقصان عنصر الجمال المادي المعبر المفروض الى الجمال الروحي ربما تكون تلك القصة من النوادر او حتى من محض الخيال

الحكمة 

نحتاج في احيان كثيرة ان نغمض اعيننا عمن نحب في هفواته وزلاته وحتى في وضع لايوجد له حل من اجل سعادتنا ةسعادة من نحب وتكون ممن اغمض عينيه قليلا عين عيوب الاخرين و اخطائهم كي لا يجرح مشاعرهم

( الخشية و الخوف )

قال تعالى : { ولم يخشى الا الله } 
وقال سبحانه { وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا } 

ما الفرف بين الخشية و الخوففي الاستعمال القرأني ؟ 

تفترق الخشية عن الخوف بأنها تكون عن يقين صادق بعظمة من نخشاه زاما الخوف فيجوز ان يحدث عن تسلط بالقهر و الارهاب 
والخشية لا تكون الا لله وحده دون اي مخلوق يطرد ذلك في كل مواضع استعمالها في الكتاب المحكم بصريح الايات 
وتسند خشية الله في القرأن الكريم الى الذين يبلغون رسالات ربهم ومن اتبع الذكر والمؤمنين و العلماء والذين رضي الله عنهم ورضوا عنه