adsence

السبت، 9 مايو 2015

وشهدوا للقرآن وهم كافرون

وشهدوا للقرآن وهم كافرون 

ان ظهور قانون الصدفة..ونظرية داروين..وان المادة خلقت قبل الروح..وكل ما نسمعه اليوم من تشكيك في الايمان في وجود الله سبحانه وتعالى..قد سجله القرآن..وانبانا به..وقال ان المضلين سيأتون ليقولوا لكم أكاذيب عن خلق السموات والارض..وعن قضية خلق الانسان..وإذا لم يكن الحديث عن الاجنة في القرآن..عن يقين كامل..فكان القرآن قد أعطى معه وسيلة هدمه..ذلك ان هذا الكتاب سيستمر الى يوم القيامة..فإذا جاء العلم عبر ألوف السنين وأثبت عدم صحة ما ذكره القرآن ضاعت قضية الايمان كله..ولكن القائل هو الله والفاعل هو الله..ان اعجاز القرآن لم يتوقف..ولن يتوقف..وإذا كان القرآن قد تحدى الكفار في عصر نزوله بأن انبأهم بما يدور داخل صدورهم..وأنبأهم بمصائرهم..فإنه يتحدى الكفار حتى في هذا الزمان..في هذا الوقت الذي نعيش فيه بل ويستخدمهم..في ماذا..في إثبات قضية الايمان..تماما كما استخدمهم وقت نزوله في اثبات قضية الايمان..ان هدف الكفار والمضلين عن سبيل الله هو انكار هذا الدين..وانكار وجود الله..ولكن القرآن جاء..وبعد أربعة عشر قرنا..ليستخدم الكفار في إثبات أن دين الله حق..وان هذا الكتاب هو كلام الله المنزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم..وهذا هو موضوعنا: عندما يقول الله سبحانه وتعالى(ولكن أكثر الناس لا يعلمون)..ويقول(يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الاخرة هم غافلون)..يكون قد أعطاني أن الانسان يعلم ظاهرا عن الحياة في هذه الدنيا..ولكنه غافل عن أمر الاخرة..أي أن مدى علم الانسان..هو الحياة الدنيا..وان العلم نوعان..نوع مطروح لك لايجاد نشاطك فيه كما تريد..وبلا قيود ولا حدود..ونوع ليس لك الحرية في البحث فيه لانك لا تعلمه..وهذا النوع أفعل كذا..ولا تفعل كذا..تقرب إلى بكذا..وأترك كذا..هذه ليست اجتهاداتك أنت..لان المعبود هو الذي يقترح على العابد ما يعظمه به..والنقاش في شئ يجب أن يتم بين عقول متساوية أو متقاربة في القدرة..ومن منا يملك عقلا يقترب من قدرة الله تعالى..لا أحد..إذا فنحن نأخذ افعل ولا تفعل عن الله..وما شرحته لنا السنة..اما نشاطات الحياة الاخرى..وآيات الله في الكون..فالمطلوب أن أبحث فيها وأتأمل..وأصل الى حقائق انتفع بها..فإذا أردنا أن نحدد هذه الموضوعات..نجدها في القرآن..في قوله تعالى(ألم تر ان الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود..ومن الناس والدواب والانعام مختلف ألوانه كذلك) وهكذا نرى أن الله سبحانه وتعالى تكلم عن الجماد..وتكلم عن النبات..وتكلم عن الحيوان والانسان..ثم يقول الله سبحانه وتعالى(انما يخشى الله من عباده العلماء)..العلماء في ماذا.. فيما يتعلق بخلق الله من الجماد والحيوان والنبات والانسان..ولذلك جاء الله سبحانه وتعالى بالمتناقضات الموجودة في النوع الواحد..لو أنه جنس واحد لما وجد فيه متناقضات..انما قوله تعالى(ثمرات مختلفا ألوانها) كان يجب أن نلتفت إليها..ولماذا اختلفت ألوانها..وما هي العلاقة بين الالوان والطبيعة..مثلا حينما يتغذى النبات وجد من الدراسة أنه يتغذى بواسطة خاصية الانابيب الشعرية..وهنا نقف قليلا..هل هذه الانابيب الشعرية تميز..هل تستطيع التمييز..إذا جئنا بحوض..ووضعنا فيه سائلا مذابا فيه أصناف مختلفة..ثم جئنا بالانابيب العشرية..نجد أن الماء قد صعد في مستوى أعلى من مستوى الاناء..ولكن هل كل انبوبة ميزت عنصرا أخذته..أم أن كل انبوبة أخذت من جميع العناصر..وهي مذابة..لكن النبات ليس هكذا..اني أزرع الحنظل..بجانب القصب..فيخرج هذا حلوا..وهذا مرا..هذا يأخذ عناصره وهذا يأخذ عناصره من نفس التربة..إذا هناك اختيار..ومن هنا ظهر ما سمى بخاصية الانتخاب..والانتخاب معناه الاختيار بين بديلات..أي أنك تترك هذا وتأخذ هذا..ولذلك قال الله سبحانه وتعالى(يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الاكل)..لكن خاصية الانابيب الشعرية..تتعامل مع السائل كله..بلا تمييز..ومن هنا نعرف أن الخاصية شئ..واختيار النبات للعناصر الغذائية التي يريدها أو يحتاجها شئ آخر..نأتي بعد ذلك للجماد..يقول الله سبحانه وتعالى(ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود)..هذا علم الجماد..وهو علم الان فيه مجلدات..ثم بعد ذلك الانسان..اجناس الوجود كلها..ثم بعد ذلك قال الله(انما يخشى الله من عباده العلماء)..العلماء في ماذا..بهذه كلها..إذا كلمة العلماء اطلقت على من يتفكر في خلق الله..سواء كان جمادا أو حيوانا أو نباتا..والذهن النشط يستطيع أن يصل الى هذه العلوم الارضية..بالملاحظة والتجربة..والدليل على ذلك انك إذا استعرضت تاريخ أي مخترع من المخترعات في الكون التي أراحت الناس..تجد أنها نتيجة لانسان قد لاحظ بدقة..ولم تمر عليه المسألة كباقي الناس والعلم مكانه المعمل والملاحظة والتجربة. نحن نتجاوز علم الارض ولكننا أحيانا نتجاوز موضوع العلم..موضع التجربة والمعمل..وذلك عندما أقول مثلا الروح قبل المادة..أو المادة قبل الروح..فهذا بحث في عنصري تكوين الانسان الذي لم نشهد خلقه..ولا نستطيع أن نجرى عليه تجربة..أن هذا يدخل في علم الله..فهو الذي خلق..وهو الذي يستطيع أن يقول لنا كيف تم الخلق..ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى(ما أشهدتهم خلق السموات والارض ولا خلق أنفسهم)..إذا فهذه مسألة لا يمكن أن يصل فيها العلم البشري الى نتيجة..لماذا؟ لاننا لم نحضر التجربة..ولم نرها بالعين..ولا نستطيع أن تجربها أو نقوم بها..ولكن بالاذن سمعنا عن الله..وهذا أمر غيب عنا..وما دام الامر غيب عنا..فان الله الذي خلقني هو الذي يحدثني..كيف خلقت..أما انا فانني لا أعرف كيف خلقت..ومن هنا فانني لا يمكن أن اتحدث علميا عن العنصرين اللذين يتكون منهما الانسان..وأيهما جاء أولا..وإذا صمم أحد على أن يبحث في هذا..يكون قد شغل نفسه بعلم لا ينفعه عن جهل يضره..لانه لن يستطيع أن يدلل على ما يقول علميا..وبالتجربة أنا استطيع أن أمسك المادة وادخلها المعمل..ولكني لا أستطيع أن أمسك بالروح وادخلها الى المعمل..والعلم يجب أن يتم على مادة صماء..يمكن أن تدخل في المعمل الاصم..وتعطى حقائق صماء..اليست هذه هي الحقيقة..والدليل على ذلك أن المعسكرات المتصارعة لا تختلف في مذاهب العلم..ولكنها تختلف في مذاهب الهوى والنظريات..لا توجد هناك كهرباء أمريكية..وكهرباء روسية..ولا توجد كيمياء المانية..ولا كيمياء انجليزية..كل علم الكيمياء في أي دولة من دول العالم خاضع لما تعطيه التجربة الصماء التي لا هوى لها..وبهذا تكون النتيجة واحدة..سواء كان المعمل انجليزيا أو أمريكيا أو سوفيتيا، أو أي معمل من معامل الدنيا..ولكن الخلاف يحدث عندما تتدخل مذاهب الهوى والنظريات..فإذا جئنا الى مذاهب الهوى..هوى النفس..نجد أنها متناقضة..ليست مختلفة..ولكنها متناقضة..هذا على النقيض من ذلك..رأسمالية وشيوعية..ايمان..والحا..وانكار للديانات لماذا؟ لان هوى النفس دخل هنا فأفسد القضية العلمية وأضاع حقائقها. فإذا أخذنا خلق الانسان مثلا..فاننا نأخذ هذا الخلق عن الله..الذي خلق..ماذا قال الله سبحانه وتعالى..قال خلقتك من تراب..وقال من طين..وقال من حمأ مسنون..وقال من صلصال كالفخار..هذه ليست تناقضات في الخلق..أو تناقضات في مادة الخلق نفسها وهي التراب..بل ان الله سبحانه وتعالى يبين لنا اطوار هذه المادة من التراب الى الطين الى الحمأ الى الصلصال..أنها المراحل التي مر بها خلق الجسد البشرى من تراب الى ما قبل نفخ الروح فيه. الكفار يشهدون بصحة القرآن ونعود إلى الاية الكريمة(ما أشهدتهم خلق السماوات والارض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا)..ما معنى كلمة.  مضل..كلمة مضل تعطى أن هناك قضية حق..وان هناك انسانا يريد أن يضللني ويعطيني عكس القضية..أي يعطيني غير الحقيقة وهو الضلال..هذا هو معنى مضل..إذا قول الله(وما كنت متخذ المضلين عضدا)..أي أننى في ساعة الخلق لم أطلب العون أو المساعدة أو المشورة..أو النصيحة..من هؤلاء المضلين..والا لو كان حدث ذلك..ثم جاءوكم يخبرونكم كيف تم خلق السماوات والارض..وكيف خلقتم أنتم. لكان لكم العذر في تصديقهم..ولكن ماداموا لم يشهدوا الخلق..ولم أطلب معونتهم..فان ما سيقولونه لكم غير واقع، غير صحيح..انه اضلال..وهذه معجزة من معجزات القرآن..فقد قال لنا الله..انه سيكون هناك مضلون..وان هؤلاء المضلين سيحاولون أن يقولوا لكم غير الحق في قضية خلق السماوات والارض..وفي قضية خلق الانسان..فلا تصدوقهم لانني لم أستعن بهم ساعة الخلق..ولم يكونوا موجو ٦ ين..إذا لو لم يحدث أن جاء اناس يضلون عن سبيل الله..لقلنا ان القرآن غير صحيح..لانه اين المضلون..ولو وجد المضلون وتناولوا قضية أخرى غير خلق السماوات والارض..وخلق الانسان..لقلنا أن القرآن غير صحيح..لانه يوجد من يضل عن سبيل الله..ولكنه لا يتناول فيما يقوله قضية خلق السماوات والارض..ولا قضية خلق الانسان..ولكن كون المضلين جاءوا وكونهم تحدثوا عن قضية خلق السماوات والارض وخلق أنفسهم..وهل المادة قبل الروح..أم الروح قبل المادة..وقانون الصدفة ونظرية داروين الى آخر هذا الكلام..كون هؤلاء جاءوا..وكونهم تناولوا قضية خلق السماوات والارض..وخلق الانسان..فهذا اثبات لما جاء في القرآن عنهم..وكان هؤلاء المضلون الذين جاءوا ليصدوا عن سبيل الله..انما قدموا خدمة كبيرة للدعوة الاسلامية..وللقرآن..بأنهم أثبتوا بكفرهم صحة القرآن..وصحة آياته..أترى اعجازا أكثر من ذلك..يستخدم الله الكفار الذين يضلون عن سبيله..ويحاولون تكذيب القرآن..يستخدمهم الله سبحانه وتعالى ليقوموا وهم لا يدرون باثبات صحة الدين الذي يحاولون أن يهدموه..وباثبات وجود الله سبحانه وتعالى..وهم يريدون أن ينكروه..فيقول في قرآن نزل منذ أربعة عشر قرنا..ان هناك من سيأتي ليضل عن سبيل الله..ويتخذ من قضية خلق السماوات والارض والانسان مادة لهذا الاضلال..وكل ما سيقولونه هو غير الواقع..وأنا أنفى من الان ما سيقولونه بعد مئات..أو ألوف السنين..وأقول لكم أنه غير صحيح. إذا فكون هؤلاء المضلين جاءوا اثباتا للقرآن..وكون انهم قالوا غير الحق ولم يستطيعوا أن يدللوا عليه عمليا..وأخذوا يطلقون نظرياتهم..كل نظرية تهدم الاخرى..وهم يجتهدون في محاولة هدم منهج الله..ونحن نقول لهم أنكم تثبتونه..لان الله أخبرنا عنكم في القرآن منذ أربعة عشر قرنا..وقال انكم ستأتون..وستفعلون كذا وكذا في محاولة لتضليل الناس..وهدم القرآن..أترى الاعجاز..في استخدام الكفار لتثبيت قضية الايمان في الكون..الموت نقض لعملية الحياة إذا فخالق الانسان هو الله..وخالق السماوات والارض هو الله..وهذا أمر غيبي نأخذه عمن خلق..الا أن الحق سبحانه وتعالى حين يعرض قضية غيبية، فانه ينير طريق العقل دائما بقضية نحسها ونشهدها..تقرب القضية الغيبية التي يتحدث عنها..فالله خلقني من تراب..من طين..من حمأ مسنون..من صلصال كالفخار..ثم نفخ في من روحه. طين..من حمأ مسنون..من صلصال كالفخار..ثم نفخ في من روحه. إذا أخذنا التراب..ثم نضيف إليه الماء فيصبح طينا ثم يترك لتتفاعل عناصره فأصبح حما مسنونا كالذي يستخدمه البشر في صناعاتهم..ثم يجف فيصبح صلصالا..هذه أطوار خلق الجسد البشرى..والبشر..ثم خلقهم من الطين..من الارض..فإذا جئنا للواقع..فلنسأل أنفسنا: الانسان مقومات حياته من أين..من الارض..من الطين..هذه القشرة الارضية الخصبة هي التي تعطى كل مقوئمات الحياة التي أعيشها..إذا فالذي ينمى المادة التي خلقت منها.. هو من نفس نوع هذه المادة..وهي الطين..ولقد حلل العلماء جسد الانسان فوجدوه مكونا من ١٦ عنصرا..أولها الاوكسيجين..وآخرها المنجنيز..والقشرة الارضية الخصبة مكونة من نفس العناصر..إذا عناصر الطين المخصب هي نفس عناصر الجسم البشري الذي خلق منه..هذا أول اعجاز..وهذه تجربة معملية لم يكن هدفها اثبات صحة القرآن أو عدم صحته..ولكنها كانت بحثا من أجل العلم الارضي. ولقد جعل الله سبحانه وتعالى..من الموت دليلا على قضية الخلق..فالموت نقض للحياة..أي أن الحياة موجودة..وانا انقضها بالموت..ونقض كل شئ يأتي على عكس بنائه..فإذا أردنا أن نبنى عمارة نبدأ بالدور الاول..وإذا أردنا أن نهدمها نبدأ بالدور الاخير..إذا وصلت إلى مكان واردت أن أعود..ابدأ من آخر نقطة وصلت إليها..انها تمثل أول خطوة في العودة..ونحن لم نعلم عن خلق الحياة شيئا..لاننا لم تكن موجودين ساعة الخلق..ولكننا نشهد الموت كل يوم..والموت نقض الحياة..إذا هو يحدث على عكسها..اول شئ يحدث في الانسان عند الموت. ان الروح تخرج..وهي آخر ما دخل فيه..أول شئ خروج الروح..إذا آخر شئ دخل في الجسم هو الروح..ثم تبدأ مراحل عكس عملية الخلق..يتصلب الجسد..هذا هو الصلصال..ثم يتعفن فيصبح رمة..هذا هو الحمأ المسنون..ثم يتبخر الماء من الجسد ويصبح الطين ترابا..ويعود الى الارض..إذا مراحل الافناء التي أراها وأشهدها كل يوم هي عكس مراحل الخلق..فهناك الصدق في مادة الخلق..والصدق في كيفية الخلق..كما هو واضح امامى من قضية نقض الحياة..وهي الموت..شئ آخر..يقول الله سبحانه وتعالى(ونفخت فيه من روحي)..ومعنى النفخ أي نفس..أي أن هناك نفسا خرج من النافخ الى المنفوخ فيه..فبدأت الحياة..وبماذا تنتهى الحياة بخروج هذا النفس..فأنت إذا شككت في أن أي انسان قد فارق الحياة..يكفى أن يقال لك أنه لا يتنفس..لتتأكد يقينا أنه مات إذا دخول الحياة إلى الجسد هو دخول هذا النفس..مصداقا لقوله تعالى(ونفخت فيه من روحي)..وخروجها هو خروج هذا النفس..فالمسألة يقينا كما قال الله..وإذا كنا نريد اعجازا أكثر..فلننظر ماذا قال القرآن في علم الاجنة..علم تكوين الجنين في بطن أمه..هل تناول أحد هذه المسألة قبل القرآن أو عصر القرآن..أو بعد بفترة..أبدا..أول من تحدث عنها هو القرآن واعطاني ما هو غائب عنى..لان خلقي هو غيب عنى..فكون الله سبحانه وتعالى يأتي في قرآنه ويعطيني مراحل تكوين الجنين..فهذه آية من آيات عظمته وقدرته..وعلمه..يقول الله في أطوار الجنين:(..ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما)..علم الاجنة ما عرفه الناس إلا حديثا..والقرآن كما قلت كلام متعبد بتلاوته..لا تبديل فيه ولا تغيير..أي أن القضية التي يذكرها ستبقى كما هي الى آخر الدنيا..فعندما يأتي القرآن ويخبر بهذا فكأنه يتحدى العلم والعلماء..إلى يوم القيامة..يقول لهم هذا هو تكوين الجنين في بطن أمه..وأنا أذكره لكم وأذكر مراحله بالتفصيل..لم يشهده أحد من البشر حتى ساعة نزول هذا القرآن..ولا حتى بعد نزوله بمئات السنين..ولكنني أسجله لتعلموا عندما أعطيكم من العلم ما تستطيعون به معرفة أطوار الجنين..لتعلموا أن القائل هو الخالق..لانه لا يمكن لاحد أن يقول هذا الكلام..وأن يتحدى بصحته على مر العصور وأن يخترق الحجب ليروى شيئا لم تكن البشرية تعرفه أو تعلم به..الا أن يكون ذلك هو الله..والا فكيف يأمن أي انسان..أي بشر مهما بلغ من العلم كيف يأمن أنه بعد عشرات السنين..أو مئات السنين..لن يأتي ما يناقض هذا الحديث..وما يثبت عدم صحته..فإذا لم يكن الحديث هنا عن الله..وإذا لم يكن عن يقين كامل..فكان القرآن قد أعطى معه وسيلة هدمه..كان يكفى أن يقول انسان أن القرآن يقول هذا عن اطوار الجنين..وقد أثبت التقدم العلمي أنه غير صحيح..كان يكفى أن يقال هذا ليهدم قضية الدين من أساسه..ويكون القرآن قد أعطى للكفار أقوى سلاح يهدموه به..فالذي كشف علم الاجنة متأكد تماما أن ما يقوله هو الحق..وأن تطور العلم مهما جاء فانه لن يأتي ليناقض هذا الكلام..ولقد أثبتت أحدث البحوث عن الجنين..صحة ما ذكره القرآن منذ أربعة عشر قرنا..ولم تختلف عنه..في أي تفصيل من التفصيلات..رغم أن هذا كان أمرا غيبيا..وامرا لم يتحدث عنه أي انسان قبل أن يأتي القرآن..ومع ذلك فقد ذكره القرآن بالتفصيل..وحدد أطواره..وجاء العلم بعد ذلك ليثبت هذه الحقيقة..إذا فلابد أن قائل القرآن هو الله..لان الذي يعلم يقينا هو الله وحده. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق